تراجع كرة القدم السعودية- أسباب ومخاوف ومستقبل مجهول

المؤلف: سامي المغامسي08.19.2025
تراجع كرة القدم السعودية- أسباب ومخاوف ومستقبل مجهول

يا لها من صدمة لعشاق كرة القدم السعودية! لقد خسرنا كأس الأمم الآسيوية في مشهد مؤلم أمام كوريا الجنوبية في الدور ربع النهائي، وتكرر السيناريو المؤسف بخسارة بطولة الأندية الآسيوية بخروج الهلال على يد العين الإماراتي. ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، بل جاء المنتخب الأولمبي ليؤكد التدهور الملحوظ في مستوى الكرة السعودية بخروجه المخيب للآمال أمام أوزبكستان، حيث ظهر بمستوى باهت ومتدنٍ لا يعكس حجم الدعم والرعاية اللذين توليهما وزارة الرياضة والاتحاد السعودي لكرة القدم. لقد شاهدنا منتخباً هزيلًا، لا يبشر بمستقبل مشرق، خاصة وأن هذا المنتخب يمثل نواة المنتخب الأول الذي سيقع على عاتقه تمثيل المملكة في الاستحقاقات القادمة.

لا شك أن هذه النتائج قد أصابت الشارع الرياضي السعودي بالإحباط وخيبة الأمل، فبعد أن كانت المنتخبات الآسيوية تهاب مواجهة المنتخب السعودي، لم نكن نتوقع أن نرى هذا المستوى المتواضع.

لا يمكن تحميل هذا الجيل من اللاعبين وحدهم مسؤولية هذا التراجع، فبالتأكيد هناك أسباب وعوامل عديدة تقف وراء هذه النتائج المحبطة. هناك منظومة متكاملة يجب أن تضافر جهودها لكي يعود الأخضر إلى سابق عهده.

مما لا شك فيه أن الاتحاد السعودي لكرة القدم سيقوم بدراسة متأنية لهذا التراجع الكبير، وتحليل أسبابه الجذرية.

الحقيقة المرة هي أننا نشهد ندرة في المواهب والنجوم، بعد أن كانت الكرة السعودية معقلًا للمواهب الفذة. الواقع الحالي يشير إلى عدم وجود نجوم بنفس البريق الذي كانت تتمتع به الأسماء اللامعة التي لطالما شكلت ثقلًا كبيرًا في المنتخب السعودي، وقدمت أداءً فنيًا راقيًا أبهر القارة الآسيوية. لطالما كان الأخضر مرشحًا فوق العادة للفوز بالألقاب القارية، ومحط أنظار الجميع عند خوض أي منافسة آسيوية.

آخر النجوم الذين سطعوا في سماء الكرة السعودية كان سالم الدوسري، ومنذ ذلك الحين لم يظهر أي نجم آخر يخطف الأبصار.

يعاني المنتخب السعودي من نقص حاد في مركز رأس الحربة وحارس المرمى، وهما الركيزتان الأساسيتان لأي منتخب طموح.

أحد الأسباب الرئيسية لهذا التراجع يكمن في قلة مشاركة معظم اللاعبين الدوليين مع أنديتهم، وذلك بسبب الاعتماد الكلي للأندية على اللاعبين الأجانب. يجب إعادة النظر في قرار السماح بمشاركة عشرة لاعبين أجانب محترفين في الدوري، لأن معظم اللاعبين الدوليين السعوديين لا يحظون بفرصة اللعب بانتظام مع أنديتهم، وأصبحوا مجرد بدلاء على مقاعد الاحتياط.

من غير المنطقي أن يشارك لاعبون أساسيون مع المنتخب الوطني بينما يغيبون عن التشكيلة الأساسية لأنديتهم. فاللاعب يفقد الكثير من مهاراته الأساسية عندما يُحرم من فرصة المشاركة المستمرة مع ناديه.

حتى الأندية السعودية لا تستفيد من وجود عشرة لاعبين أجانب عندما تشارك في بطولات الأندية الآسيوية، حيث يُسمح فقط بخمسة لاعبين أجانب بالإضافة إلى لاعب آسيوي. هذا الأمر يضع المدربين في موقف صعب، ويضطرهم إلى تغيير خططهم وتكتيكاتهم عند المشاركة في البطولات الآسيوية.

لا شك أن المستوى الحالي للمنتخبات والأندية السعودية غير مرضٍ وغير مقبول للمسؤولين وجماهير الأخضر العريضة، التي تشعر بقلق بالغ إزاء هذا التراجع المخيف. الخوف يزداد من استمرار هذا التدهور في المرحلة القادمة، لذا يجب دراسة مكامن الخلل بعناية فائقة حتى لا نبتعد أكثر عن منصات التتويج الآسيوية التي لطالما كانت حليفًا للأخضر، وحتى لا نفقد هيبة المنتخب السعودي الذي كان دائمًا فارس بطولاتها.

سياسة الخصوصية

© 2025 جميع الحقوق محفوظة